صباح الخير
فوضى المكان وضجيج الصراخ والبكاء, وغبار احمر يغطي الأجواء, وحرارة شمس حارقة زادت من شدة القلق والتوتر, يسير بسرعة وسط الزحام, يتدافع بالأيدي و الأكتاف ليخرج من هذا العالم, ريقه لم يعد يحتمل العطش, وجسمه يرفض الملابس, وربطت عنقه تخنق أنفاسه ,حتى سيجارته المفضلة كرهها ,ولم يعد يطيق أو يتحمل رائحتها ,كلما واصل المسير كلما زاد الزحام واشتدت الحرارة وكثر التدافع.ربما لن يصل إلى منفذ الخروج أو ربما تاه عن الطريق. أصوات المكبرات تزداد, وصراخ الباعة يرتفع, ليعطي صوتا غير مفهوم, ثم يقف عند صاحب المثلجات ويطلب كطفل صغير شيئا يطفئ عطشه, والأطفال حوله تدور وتدور فرحا بهذا اليوم الأسبوعي, وهو يلعن القدر الذي قذفه إلى هذا الجحيم تم يسير, ويواصل نفس الصراع مع الأجسام والأكتاف .فجأة, وجد نفسه خارج هذا العالم الذي تفاعلت فيه الطبيعة بالبشر في حيز ضيق فخنقت أنفاسه وحرقت أعصابه ودمرت خلايا تفكيره . يركب سيارته ويشعل مكيف الهواء البارد وياخد سيجارته المفضلة ويفتح المذياع على أنغام هادئة, ويلقي برأسه إلى الوراء في استراحة ونشوة لذيذة .يركب سيارته في اتجاه الطريق ليرحل من المكان يسير بسرعة كمن يسابق الزمن كهارب من سجن أو قناص بارع يريد اصطياده, لتوقفه دورية الدرك الملكي ,يقف مبتسما مدركا انه أفرط في السرعة يطلب منه الدركي الأوراق, يضع يديه على جيبه الأيمن, فالأيسر, في جيب سرواله ,في محفظة سيارته , لا يجد أي شيء. لقد فقد كل أوراقه وما لديه من مال داخل السوق الأسبوعي. يلجم لسانه, لم يعد قادرا على استيعاب الأمر, لازال الدركي ينتظر... يفتح عينيه فيجد زوجته الجميلة أمامه تمسح العرق المتصبب من جبينه وتقول له كنت تحلم ؟ أو عشت كابوسا مزعجا؟ ووضعت قبلة على جبينه وقالت له صباح الخير يا حبيبي
أحلام سعيدة